JuMpeR™ site admin
عدد الرسائل : 1202 العمر : 36 الإقامة : ف قلب حبيبى الوظيفة : انا العاشق الهوايات : الانترنت المزاج : إحترامك لقوانين المنتدى : الدولة : تاريخ التسجيل : 30/08/2007
| موضوع: قرأت كفها الأحد يناير 06, 2008 3:07 pm | |
| قرأت كفها لسواد بشرتها,سواد الحناء في كفها المبسوطة.. كأنها خريطة جغرافية للروح المخبوءة لمدينة أسطورية " زاكورة", وكأ ني بالمرأة المتشحة بالسواد والمركونة في زاوية النقل الجماعي تدرك سر اتفاقنا التآمري على الصمت, أو سحرنا المنسي, بعدها أدركت أن المرأة وحدها هي التي تستطيع الوصول إلى رغبة الرجل .. ولكن؟ كلما ضمت كفها تجدني أنداك شاخصا ببصري إلى كثبان الرمال وسلاسل الجبال التي رسمتها السحب السوداء محاكاة لجبال الأطلس, لعلي أظفر بالخط الفاصل بين الحقيقة والوهم.. الخط الذي يعطي عمقا لهذا التماهي, والذي يترك ظلا ملهما. رمقتني عيون السائق الماكرة, شزرا, وأخذ يمعن في قسمات وجهي , التفت حولي.لأرى السواق البدو والتفافهم حول حوائجهم وبضائعهم يغطون في نومهم العميق... مثل أسرى رحلة أبدية لا تنتهي في تخوم الصحراء.
أخذت السيارة تهدهد الأجساد المتداعية, بعدها أدركت أننا بوادي درعه النعسان, وأن حصاه اللامعة تحت وهج الظهيرة تتقاذفنا يمنة ويسرة, يتهادى جسد المرأة وتتراخى قبضة يدها وينبسط الكف... يومض الخط الغائر من كفها يشع بياضا وتوهجا.. الخط الذي يقود إلى عمق الرغبة المكبوتة كلها..خط الروح الذي يشرخ الكف إلى نصفين, اضطرني إلى قراءة خطوط الكف أكثر من مرة لعلي أصل إلى مكافئ للحلم المستحيل. أرخينا أوشحة التآمر وتبادلنا نظرات ذات مغزى .. ثم تساءلت في سري: أي لغز تخبئه الصحراء في كفها المضمومة, وتسامحها القاسي ونبلها الحكيم ؟ . اجتزنا قنطرة الوادي ,حيث يزداد عمقا وينحرف بحدة,ثم انعطفنا إلى بلدة "أمزرو" البوابة السياحية التي تنام بيوتها وفنادقها عند أقدام الجبل الأسطوري ' زاكورة' , والذي تعاند عمامته غيوم السحاب, وعيونه الحارسة هامات التضاريس الوعرة. كم أذهلتني تلك اليقظة المفاجئة, لهؤلاء البدو,,,, وكم باغتتني فرملت سيارة الغندور غير المنتظرة تبادلا والشرطي كلمات مشفرة الحكومة هاني؟.) رد السائق قاطعا بيده الهواء ها نيا) رمقني بعينين ماكرتين للمرة الثانية, آثرت التظاهر بالوداعة والغباء , واثر هو مساءلة محطة نزول الرجل العجوز: - زاوية لفتح.. اعمي؟. - قل أمزيغن..وأرفع رأسك عاليا . نطقها العجوز بعصبية حتى سقط منه طرف لثام وجهه, تنهد الغندور السائق بعمق, ثم نكس رأسه, وضرب بيده عجلة القيادة متأسفا. تنفس الجنوب بنسمة قاسية بهبوب قبلي, جعلت زاكورة ونواحيها في مقاومة الجدب إلى الأبد ..فجأة, خرج صوت العجوز, كأنه سل خيط رقيق من طرف لثامه مشيرا إلى حيث الشاهق الذي يحرس السفوح والتلال,وكثبان رما ل"تينفو", ثم أضاف: - هل تستطيع فك لغز "تيفيناغ" السرية التي تركها أسلافنا منقوشة على ألواح الحجارة؟. بضحكة تهكمية يشير السائق إلى أصابع أيديه , وقال: - ما الفرق بين هؤلاء. ساد صمت مريب.. وكانت السيارة تجتاز رحابا مغطية بالصخور المطفأة كبشرة الأرض المتشققة..تجتذب بصري صليل أساورها الفضية, وأترك للجبل حرية مراقبة المشهد..في البعيد, تجاه أفق يرخي أطرافه على عتمة الغروب.. كانت ظلال السحب تشكل كفا مبسوطا... بينما هناك بصيص نور يكتب سيرة الرحلة الفاجعة حتى يبوح بسرها. | |
|