بص بقى يا شباب يا زملكاوى الفكرة دى انا ناقلها من منتدى تانى زملكاوى بس بصراحة لانها عجبتنى جدا والحقوق الحصرية لصاحب الفكرة وكاتب الموضوع "عبد التواب صفطاوي"
المهم يلا نبدأ الموضوع اللى هو عبارة عن ذمكرات مواطن زملكاوى طحن والأول احب اعرفك بالشخصية دى وهى :
عبد التواب صفطاوي مواطن زملكاوي من اصل اهلاوي بمعني انه من اب وام اهلاويه ولكن شاءت الاقدار انه ييتحول الي زملكاوي لاسباب ستكشفها اليوميات
.::
اليوم الأول
::.
جلس المواطن عبد التواب صفطاوي علي مكتبه الجديد بوزارة......... في اول يوم عمل له وظل جالسا في صمت لمدة كادت ان تتجاوز نصف عدد ساعات العمل ولان صفطاوي شاب مكافح وفي مقتبل العمر نهض ليبحث عن عمل له (علشان يحلل لقمة العيش)وبعدما دار بالوزارة كلها ولم يجد ما يفعله وبعدما قوبل بتعليقات طريفة مثل: انت ايه اللي جابك هنا؟
واخر ضحك منه عندما عرض عليه المساعدة وقال: دي بس حلاوة الروح يابني بكرة تقعد زينا تقرا الجورنال وتقزقز لب .
فلما اصابه الملل من التعليقات جلس علي مكتبه وامسك بورقة وقلم وبدا يخط مذكراته .
اسمي عبد التواب الصفطاوي وعمري 29 عاما ونصف تخرجت من جامعة القاهرة في كليه الاقتصاد والعلوم السياسية وكنت اعمل طيله الفترة الماضية في احدي المكاتب الخاصة حيث العمل منذ مطلع الفجر وحتي الساعة العاشرة مساءا بلا انقطاع ولكن شاءت الاقدار ان يتم الاستغناء عني لانني وببساطة شعلة نشاط , نعم يا سادة كنت اعمل كنحلة في ريعان الشباب ولم اكن استريح ولو لدقائق اللهم الا اذاء الصلاة في اوقاتها ولكن الامر لم يعجب زميلي اللدود رحمي فبدا بالوشاية بي وعمل المقالب وانتهي الامر به ان اوقع حبرا علي ورقه تساوي خمسه الالاف جنيها فما كان من السيد المدير ان طردني شر طرده .
ولكن السبب يا سادة لم يكن ذلك فقط ولكنه عمرو زكي اي والله عمر زكي فعندما وقع المذكور للزمالك الذى اتشرف وافخر بتشجيعه انقلب ضدي الزميل رحمي الاهلاوي وبدا في النكاية بي وقرر انه لابد من قطع عيشي لانه يكره ان يري امامه اي زملكاوي ولو كان ابوه .
والحمد لله ان حن ابي علي واحضر لي عقدا في مقر عمله بالوزارة بعدما كان يرفض لاني عار علي العيلة واكد علي الا ياتي لفظ زمالك في الوزارة والا فالطرد من نصيبي .
والان اجد نفسي جالسا بلا عمل اقبض حسنه من الحكومة اخر كل شهر ولكن ما باليد حيله وظيفة باليد احسن من عشرة علي الشجرة والله يجازي اللي كان السبب وهكذا قررت ان اراعي لقمة عيشي والا اذكر لفظ الزمالك ابدا حتي ولو اضطررت ان...
توقف قلمي عن الكتابة واكملت في راسي افكر لو اضطررت لماذا يا عبده؟ لان تقول انك ؟لا والف لا لا يمكن ان اقول انني اشجع ال...لم اكمل الكلمة وانما رفعت راسي الي السماء داعيا الله الا اضطر ان اذكر انني زملكاوي لكى لا يقطع ابي عيشي ورقبتي في يوم واحد .
"
عبد التواب جونيور
"
اليوم استطعت اخيرا ان احصل علي شيء اقوم به لاثبت ان وظيفتي ليست ان اقرا الجرائد واضحك علي نكات الاستاذ عباس البايخة فاخدت اقوم بعملي بنشاط وهمة وما أن انتهيت منه حتي ركضت نحو الاستاذ عباس رئيس القسم اقدم له عملي بفخر الا انه تطلع الي الورقة ورمقني بنظرة حادة قبل ان يقول :كل ده في حته ورقه؟
حاولت ان اشرح له الا انه قاطعني :انت اسمك ايه؟
-عبد التواب صفطاوي يا فندم
-تقرب حاجة للاستاذ عبد التواب صفطاوي المدير العام بالوزارة؟
ضحكت ممازحا:ايوة مانا بقي عبد التواب جونيور
قلتها بسلامة نيه الا ان الرجل قفز واقفا وقد انتفضت خلجات جسمه واخد يحدق في وجهي بغيظ قبل ان يقول
-جونيور؟جونيور علي الصبح والنهاردة ماتش القمة ؟؟انت اكيد زملكاوي. اعترف فورا
لم استطع ان اجيب ,لقد عاهدت نفسي علي نراعاة لقمة عيشي ومراعاة سريري بمنزل ابي لقد اقسم ان يطردني شر طردة ان علم احد انني زملكاوي فحاولت ان اتجاهل سؤال الرجل واجيب برد دبلوماسي
- جونيور يافندم يعني الابن حضرتك مسمعتش عن
- اخرس انت هاتاخدني في دوكة انا عارفك باين عليك زملكاوي انطق
اصابتني الدهشة وقلت في سري :اي ياخويا الراجل ده مجنون ده ولا ايه؟ في حد ميعرفش ان جونيور يعني الابن
ولكن نظراتي لفتت انتباه جنابه فضحك بسخرية وهو يقول - ايه بتبصلي كدة ليه؟ هو انا مجنون؟
فما كان مني ان ضحكت اذ كنت مجنونا مثله في يوم من الايام بحب النادي الاهلي ولكن شاءت مصادفة طريفة جدا ان ......
"
سارة
"
"
أخيرا استطعت ان اخرج من المازق عندما دخلت فتاة نحيله القوام سمراء ترتدي عوينات لا تتناسب ووجها النحيل اطلاقا فتزيد من قسوة ملامحها وتعطيها مظهرا يفوق عمرها فنظر لها الاستاذ عباس نظرة بلا مغزي ثم تطلع اليه شزرا وقال في لهجة منذرة
-اتفضل يا استاذ جونيور دلوقت وهانكمل بعدين مش فاضيلك
نظرت للانسة في شفقة وكدت ان ابكي من اجلها اذ كانت ترتعش كقطة مبتلة في يوم عاصف , ادركت الانسة مغزي نظرتي فتطلعت الي بعينيها الواسعتين من خلف العوينات وهي مشفقة تمام الشفقة علي نفسها , ومن نظرة عينيها ادركت ان اسمها سوف يكون شيئا من قبيل شفيقة او حتي متولي ولكن الاستاذ عباس-منه لله بقي- قطع علي حبل افكاري وجعلني انتفض اذ صرخ فجاءة
-جري ايه يا سي جونيور أقلنا اتفضل مش فاضيلك ورايا مصايب تانية غيرك
فتحركت فورا نحو الباب وحين كنت اغلق الباب سمعته يصرخ في وجهها
- اتفضل يا انسة سارة اقعدي خلينا نشوف اخرتها معاكي , وحياة جوزيه اللي لا يمكن احلف بحياته كدب ايامك معانا معدودة
اغلقت الباب وقد رفعت حاجبي وقلت في دهشة ممزوجة بالبله
- سارة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اهذه المخلوقة اسمها سارة؟ ايمكن لهذا العفريت ان يكون اسمه سارة؟
ولكن ضميري الابيض قال لي في رقة
- جري ايه يا عبده مش وحشة يعني, هي بس مش قمر يعني بس خلقة ربنا
-فقال له الضمير الاخر
- لكن سارة ده اسم ملائكي مش ممكن واحدة يبقي اسمها سارة الا وتبقي قمر بدر يعني
- انت بس بتقول كدة علشان سارة اياها فاكرها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
صرخت بها اعماقي المفتونة منذ اكتر من خمسة عشر عاما حينما التقيت بسارة لاول مرة مصادفة
سارة التي غيرت مفهومي عن الحياة وقلبت موازين قلبي
سارة التي كان لقائنا مصادفة في حياتي وبعدها صارت هي كل حياتي
سارة الملاك الابيض الرقيق صاحبه اجمل ابتسامة في الدنيا
اخذت اسرد افكاري عنها حتي وصلت الي ذكري ذلك اليوم الرائع
يوم مباراة القمة
كنت وقتها في الصف الاول الثانوي وكنت اشجع النادي الاهلي وكان ابي وقتها يطير في السماء بابنه الظريف عبد التواب-انا-فلما نجحت في الاعدادية اهداني طقم النادي الاهلي وعلم وتذكرة لمباراة القمة واخذت انتظر اليوم بفارغ الصبر حتي جاء فهرعت الي الاستاد وحدي ولاول مرة وفي منتصف الطريق اكتشفت انني لم ارتدي طقم النادي الاهلي ولم احضر العلم فقررت الا ارجع وان اشاهد المباراة بدون الملابس الرسمية فاكملت طريقي ووصلت متاخرا بعدما بدات المباراة واخيرا وجدت نفسي وسط الجماهير ولكن مهلا ما هذا؟
لماذا ابيضت المدرجات فجاءة؟ وقفت أنظر في بله الي المدرجات واكتشفت انني حاليا في مدرجات نادي الزمالك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اصابني الذهول وظللت واقفا في مكاني لا اتحرك حتي سمعت النداء الشهير
- بسبس!!!
تطلعت الي مصدر الصوت فرايت ملاكا يرتدي ابيضا في ابيض تماما كالملائكة يناديني
-تعالي اقعد هنا في مكان فاضي
جلست الي جواراها وانا اتطلع الي الملاك وهو يشجع فريق من الملائكة اقصد فرقه الاعداء- كان هذا رايي وقتها- وقلت في نفسي ماذا لو نقلت مشاعرها وشجعت مثلي نادي المثل و القيم النادي العريق النادي الاهلي(لم يكن يحمل لقب القرن وقتها!!!)
جاء هدف للاهلي فاخذت برهة من الوقت استجمع قواي العقلية لكي لا اقفز واصرخ واهتف ولكنني فوجئت بصوت الملاك الرقيق المبحوح بفعل التشجيع والصراخ تقول في ثقة:
- انت اهلاوي صح؟
عرفتي منين؟
-باين عليك من البداية , بس ايه اللي جابك هنا؟
- تهت
ضحكت وتجلت ضحكتها فسالتها بغيظ
- ايه متهتيش قبل كدة؟
- لا تهت
- امال بتضحكي علي ايه؟
- اصلي مكنتش اهلاوية قبل كدة
وانفجرت في الضحك فاثارت اعصابي اكثر واكثر فانفعلت عليها
- انتي ايه حكايتك بالظبط؟
- اقلك بصراحة
- اه
- اصلي بحس انه اي حد يشجع الاهلي شخصية غريبة
-ن ع م
قلتها بنفس الاسلوب وانا انظر اليها في دهشة واختفي الغيظ من داخلي , بينما اخذت هي تسرد وجهة نظرها في النادي الاهلي وبطولاته وان الملك فاروق كان اهلاوي بينما عبد الناصر كان زملكاوي تفرق
حككت شعري باظافري وانا انظر اليها في حيرة وهي تكمل
- بيوقولوا عليه نادي وطني ازاي وكان بيشجعه فاروق ولو وطني ليه عبد الناصر مش شجعه
فقلت مبررا
- انا مظنش عبد الناصر كان ليه في الكورة
- كان ليه وكان زملكاوي
- طب وايه يعني ؟؟؟؟
- طب قولي بزمتك دي فرقة كورة؟
- امال فرقة رقص؟
ضحكت وفي ساعتها دخل هدف التعادل فنهضت تصفق في سعادة , فسالتها
- انتي ازاي قاعدة في وسط الرجالة كدة؟
- هو ايه اصله انا قاعدة في استاد شايفني قاعدة في كباريه؟
المهم انتهت المباراة وخرجنا معا انا وسارة وقد ملات راسي بكل افكارها واحلامها وانتقلت الي مشاعرها بمعني ادق اتعديت منها حسيت انها ملاك واي حد تحبه ملاك وانتقلت عواطفي اليها ومرت الايام وانا افكر في سارة اشاهد مباراة للزمالك من اجل سارة و اتمني فوز الزمالك من اجل سارة وبعدها تحولت الي زملكاويا حقيقيا عندما التقيت سارة ورفاقها واهمهم محمود شاكر زعيم مشجعي الزمالك وقتها وهو الشخص الذي حملته سارة رايتي ليحولني الي زملكاويا حقيقيا ليس مجرد شخص يحب شيئا تحبه امراة يحبها
"
حبك جنني يا اسمك ايه
!!!!!"
التقيت محمود شاكر للمرة الاولي في مباراة لنادي الزمالك واحد الاندية الافريقية اصر علي دعوتي وبما ان والدي لم يكن يعلم بانني اصبحت زملكاويا ولانني لم اكن اصبحت زملكاويا قوي قررت ان اصمت حتي يبت في امري فربما عدت كما كنت وكفي الله المؤمنين القتال
ذهبت الي المباراة مع شاكر الذي كان يرتدي زيا زملكاويا وكان يشجع بحماس منقطع النظير , وجلست انا صامتا اشاهد المباراة فقط
مباراة قوية رائعة استمتعت فيها بحب الجماهير قبل اللعب استمعت فيها بالجمل الهتافيه والاغاني اللطيفة وسمعت شابا من عمري يقول
- يا سلام يا شريف انا لو مش باشجع الزمالك كنت اكيد ابقي عبيط
فرد شريف
- طبعا يا خالد الحكاية مش حكاية ارقام وبطولات الحكاية حكاية لعب وهندسة تصدق اني الماتش اللي فات عزمت العيلة كلها بره بعد فوز الزمالك وكانه عيد
-انا باعتبر حبي للزمالك حب من الدرجة الاولي
- ازاي يعني درجة اولي
- يعني بحبه زي ما بحب اي حد من العيلة تخيل يا شريف اني مرة اغمي عليا لما الزمالك خسر ؟
- اصدق انا خطيبتي جالها حساسية غريبة بعد هزيمة ماتش القمة اللي فات وراحت للدكتور
- خطيبتك زملكاوية؟؟؟؟؟؟يا بختك
- انت ايه خطبتك اهلاوية
- اهلاوية؟ لا طبعا انا ماتجوزش اهلاوية ابدا ده انا اولع في روحي وفيها
ضحكت ضحكة صافية وسالت نفسي لماذا يتحدث هؤلاء الناس بكل هذا الوفاء ولماذا يتحدث الاهلاوية بكل هذا الغرور والفخر ان هؤلاء اي مشجعي الزمالك لهم الحق بان يفخروا بناديهم فعلا وان يفخر بهم ناديهم حقا ان هذا الحب والوفاء والصدق الذي اراه في اعين خالد وشريف- اعز اصدقائي
بعد ذلك رغم فارق العمر- لم اره يوما في عين ابي ولم اره يوما في عيني فقط فخر كاذب اشعر به ممتزجا بالادعاء وسينهار فور ان يجتاز فريق الاهلي محنة ,اما الزمالك فانه يخرج من كل محنه اكثر صلابه وتماسكا بحب ابناؤه
ربما ظن البعض اني اخرف ولكنه حقيقة شعوري تجاه الزمالك حاليا ليتني استطيع ان احبه مثلهم ليتني املك جزءا من هذا الوفاء
خرجت من افكاري علي نظرة من عين شريف لي وسالني في مرح
- انت بتبصلي كدة ليه؟ انت ضايع منك حاجة؟
-لا
-طب هاتروح ازاي؟
- مع اونكل شاكر
- عمك؟
قلت بفخر
-لا صاحبي
ضحك شريف و خالد وقالا بمرحهما المعهود
- مرة وحدة ؟ ده انت راجل مهم بقي
شعرت بالفخر ان محمود شاكر صديقي فقلت في تلك البراءة التي يتمتع بها ابناء الرابعة عشر , تلك البراءة الممتزجة بالخبث
- اصلي كنت اهلاوي وربنا تاب عليا
نظرا الي بعضيهما ثم الي وضحكا وقالا معا
-بجد؟
-اه والله ربنا تاب عليا النهاردة بس مع اني كنت فاكر انه من شهرين
- وازاي ربنا تاب عليك؟
- قابلت اونكل شاكر في ماتش صدفة
واندفعت اروي لهما قصتي مع سارة ومع مباراة القمة حتي دخل هدف في الزمالك فنهضت واقفا وجذبت العلم من يد خالد واخذت اهتف بحرارة
- العب يا زمالك والجماهير ترد بعدي وقلبي يخفق بجملة شادية -حبك جنني يا اسمك ايه !!!!!!
"
الاجتماع
"
نهضت اليوم متثاقلا وكنت لا ارغب في الذهاب للعمل ومع ذلك تحاملت علي نفسي وذهبت واجما وكلي امل الا يوجه الي احد اي كلام نظرا لحالتي النفسية السيئة بعد اقالة الكابتن الحبيب محمود سعد
جلست علي مكتبي واخذت اعمل بهمة ونشاط وكانما العمل سيذيل احساسي بالالم والمهانة اذ كيف يفقد النادي احد ابناؤه الخلصين بتلك الصورة المزعجة ولكن هيهات ان يرحم الاستاذ عباس ضعفي او يرحم عبد التواب صطفاوي- سونيور- الامي فما كان من الاستاذ صطفاوي الكبير الا ان عقد اجتماعا هاما ولا ادري له اهمية حتي لحظتنا هذه اذ كان هذا الاجتماع فقط مجرة حرقة دم للعبد لله
زفرت ورددت العبارة المعتادة منذ ان اصبحت زملكاويا (اللهم طولك يا روح!!)
وذهبت للاجتماع الذي لم افهم منه شيئا الا ان السيد الوالد عقده كما قلت من قبل لحرقة دم العبد لله وكل الزملكاوية من امثالي المحروق دمهم
بدا الاجتماع بالقاء السلام وبلهجة شاعرية جعلني اردد(استر يااللي بتستر) فنظر الي وسالني
-بتقول حاجة يا استاذ عبد التواب؟
-استاذ؟؟؟؟؟؟
(بابا بيقولي يا استاذ؟ باين عليه يوم اسود محدش يعرف ابويا لما يجر ناعم غيري!!)
فقلت له في ادب ولهجة مماثلة
- بقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة يا فندم
ابتسم لي ابتسامة باردة من ذلك النوع الذي يخبرك بانه فاهمك يا لئيم وان سنتك طين باذن الله فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم , الذي بدا يحوم حول راسي ويوسوس لي ان ابي ذلك رجل خبيث يحاول ان يجد مخرجا لطردي من العمل لانني جئت الي هنا بناء علي توسلات امي الغالية وانني لابد والا اترك حقي وان انظر الي عينيه الشامتة وان............
استشطت غضبا ليس من ابي الذي اعرفه جيدا ولكن من الشيطان (البارد اللي مش لاقيله شغلانة غيري النهاردة وانا في قمة عصبيتي وانفعالي)
فانفجرت فيه -اي الشيطان - ناهرا
-ماتحل عني بقي يخرب بيتك وبيت بيتك هو اناناقصك في اليوم الاسود ده؟
طبعا لكم ان تتخيلوا منظري يا سادة وانا انهر الهواء كالمجنون او بمعني ادق المعتوه اذ جلس الجميع يتطلع الي بنظرات تتراوح بين الشفقة والرعب بينما الانسة سارة اياها تكتم ضحكاتها بصعوبة فكتمت ضحكتي بدورى وتطلعت الي ابي فوجدته يكاد ينفجر من الغيظ وهو ينظر الي في كراهية وكانما يتمني ان اموت امامه حالا ليغسل عاره واحسست انه يشعر الان بانه كان يوم اسود يوم ما جيت للدنيا
انتهي الاجتماع لا ادري كيف ولكنني فوجئت بانني وابي وحيدين في مكتبه وهو يضرب علي المكتب بكلتا يديه في محاولة منه لتدارك غضبه واحسست انني ان نقطت بحرف واحد فسوف ازيد جنونه فاثرت الصمت ولكنه اخيرا قال
- اسمع يا عبد التواب انا مش هاقلك غير كلمة واحدة بس ثم صرخ في وجههي
- مااشفش خلقتك في الشغل هنا تاني وفي البيت لينا كلام تاني
"
البيت علي صفيح ساخن
"
عدت الي المنزل في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل بعد جولة طويلة في شوارع القاهرة سيرا علي الاقدام وتمنيت ان يكون ابي قد اوي الي فراشه لاني فعلا مش طايق اتكلم مع حد فتحت الباب بمفتاحي الخاص ودخلت بهدوء علي اطراف اصابعي وحزائي مقلع في اصابع يدي اليسري واغلقت الباب وخطوت خطوة واذ بي اشعر بثقل يسقط فوق راسي فلم انتبه الا وانا منبطح ارضا فاعتدلت ونظرت فوقي ففوجئت بانها (المكنسة الكهربائية ) وان ابي الذي كان ينتظرني خلف باب الشقة هو من هوي بها علي راسي فتعجبت من ذلك اذ انني لم ار ابي ابدا يواكب التطور ويضرب بالمكنسة الكهربائية بدلا من المقشة العادية المهم انني لم انطق وظللت احدق في وجهه وانا اتمني ان تنتهي الوصلة بسرعة واوي الي فراشي فانا لم انم منذ ان خسر الزمالك بطولة افريقيا وسعد في 24 ساعة
كان ابي يهتف
- انا ؟؟؟انا يخرب بيتي وبيت بيتي انا؟
- مش حضرتك يا بابا ده الشيطان
-شيطان؟ انت اهبل يا ولا؟
- ابدا يابابا انا بس كنت
-كنت ايه يافالح انا قلت من الاول امثالك ميجوش الوزارة عندي
- ليه يعني مفيش زملكاوية غيري؟
- لا طبعا اي موظف احس انه زملكاوي بياخد استمارة سته (ايه اصله ده؟) قلت بيني وبين نفسي ان ابي قد فقد عقله اذ كيف يقيم الناس بلون ناديه الذي يشجعه وهو رجل مسئول ومن المفترض ان له هيبة ولكني عدت واكدت لنفسي ان العالم دي كلها كدة الاهلي خلاص خرم مخهم ,ثم رجعت واكدت لنفسي لو اللعيبة الزملكاوية حاسين زي بتوع الاهلي كان ربنا كرمنا وكنا اتجننا احنا كمان
افقت من تفكيري علي ابي وهو يكمل وصلته
-اسمع يا بتاع انت اما انك تبطل تشجع الزمالك اللي وكسك ده والا تخرج من بيتي ده اخر قرار عندي
-لكن يابابا اسمحلي انا حر في مشاعري
تدخلت امي وقالت بلهجتها الهادئة التي تدعوك لان تظن ان الدنيا اذا انخربت من حولها فسوف تفكر باذن الله ان تنفعل وربما فقدت اعصابها
- ليه بس كدة يابني ماكنت بعقلك
- ياماما احنا هانرجع تاني خلاص انا قررت هافضل طول عمري زملكاوي
كنت في وضع جالسا علي الارض فحبوت بسرعة منقذا نفسي من براثن ابي ونهضت مرتميا في احضان امي التي قالت في هدوئها المعهود -عبد التواب,عبد التواب فوتوا الليلة علي خير بقي انتوا بداتوا تضايقوني من خناقاتكو دي
تركني ابي وتحول الي امي
- الحمد لله اللي بديتي تتضايقي
-انت عايز تضايقني بالعافية
- اف
انتهزت الخناقة الجديدة وبدوت لاول مرة سعيد بان هناك عاركة في البيت وركضت فورا الي حجرتي واغلقت ال