يسرا: الإغراء لا يعني خدش الحياء

يسرا: الإغراء لا يعني خدش الحياء

القاهرة - عنتر السيد
أثارت الفنانة يسرا العديد من علامات الاستفهام في الكثير من أعمالها سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية أو حتى مسرحية رغم قلتها وكانت محل انتقاد في تجربتها الغنائية، والحوار معها يحمل العديد من القضايا والمشاكل فهي ليست فنانة عادية بما تملكه من مد ثقافي وفكري وفني وبعد اجتماعي وحياة حافلة بالمتناقضات، وتتمنى لو أنها عاشت في زمن سامية جمال وشادية دون أن تنسى أن تعبر عن تقديرها لـ"أستاذها" يوسف شاهين، واعتزازها بتجرتبها مع الفنان عادل إمام.• كيف تنظرين إلى تجربتك في فيلم "إسكندرية – نيويورك" للمخرج يوسف شاهين؟يوسف شاهين مخرج عبقري، ويعد من أهم عشرة مخرجين على مستوى العالم، وعندما أعمل معه أحس بأنني في يد أمينة وحتى لو كان دوري في الفيلم مشهد واحد فلا أستطيع أن أرفضه كما أنه عندما يجدني في دور ما في أحد أفلامه لا يتردد لحظة في ترشيحي فالعمل معه متعة كبيرة كما أنني اعتبر نفسي تلميذة في مدرسته .• هل تذكرين موقفا ليوسف شاهين حدث معك؟عندما كنت مرشحة لبطولة فيلم المهاجر وكنت "حامل" في ذلك الوقت فقال لي سوف انتظرك إلي ما بعد الإنجاب ولن تلعب بطولة هذا الفيلم غيرك.. ووقتها لم ينتظر شاهين طويلا فقد تعرضت لعملية إجهاض وصورت معه الفيلم الذي كان رائعا بل اعتبره من أفضل أفلامي.


	اشعرمع كل عمل جديد بأني أمثل لأول مرة فاسعى لابراز وتقديم افضل ما عندي

• كيف تفسر يسرا حالة الخصام الفني بينك وبين عادل إمام في السنوات الأخيرة وبعد أن شاركتيه بطولة 14 فيلما؟أنا وعادل أصدقاء جمعتنا العديد من الأفلام الجيدة في مشواري الفني ولو كان هناك دور لي يناسبني في أحد أفلامه ما كان تأخر في ترشيحي له، وأنا سعيدة جدا بكل أعمالي التي قدمتها معه لأنها حققت لي الشهرة والنجومية، كما أني لا أنكر أنني استفدت من شهرة هذا النجم الكبير الذي استطاع أن "يشيل" السينما المصرية على أكتافه طيلة 30 عاما ومازال حتى الآن يعطى لهذا الفن بكل قوة بل مازال على القمة وحقق أفلامه إيرادات كبيرة.• تردد أن هناك خلافات بينكما وكنت تريدين أن يسبق اسمك اسمه.. فما حقيقة ذلك؟لم تحدث بيني وبينه أي خلافات وهذه أكاذيب وإشاعات مغرضة وليس لها أي أساس من الصحة فهو كفنان يعرف قدري وقيمتي وأنا أعرف قدره وقيمته أيضا .• هل كان لعادل إمام موقف لا تنسيه في حياتك ؟أذكر عندما كنا نقوم بتصوير فيلم "رسالة إلى الوالي" واحتبس صوتي فجأة وجدته يطلب وقف التصوير وقام بالحجز لي لدى طبيب فرنسي كبير ليتم علاجي وتنتهي فترة النقاهة واستمر الفيلم معطلا لأكثر من 20 يوما، وهذا ليس بالأمر الغريب على فنان كبير مثله، وله مواقف إنسانية مع عدد كبير من الفنانين الذين شاركوه أفلامه .• نجوم السينما الشبابية ..هل سحبوا البساط من تحت أقدام جيل عادل إمام ؟نحن لسنا ضد هذا الجيل الذي قدم ومازال يقدم أفلاما كوميدية حققت إيرادات كبيرة، ونجحوا من خلالها محققين تواجدا فنيا وصورة سينمائية جميلة وعادل إمام نفسه كان حريصا علي تشجيعهم والعمل معه في أفلامه لأنه كان مؤمنا بمواهبهم ولكن نحن ضد عدم وجود أفلام أخرى بجانب هذه النوعية من الأفلام وإن ظهرت في الفترة الأخيرة أفلام تمثل سينما مختلفة مثل "سهر الليالي" و"حب البنات" .

• وكيف تفسرين أسباب الخلاف بينك وبين نبيلة عبيد؟ليس لدي الوقت لكي اتشاجر أو اختلف كل يوم مع زميلة لي في الوسط الفني، وإذا كان يتهيأ لنبيلة وجود خلافات بيني وبينها فهذه محض أوهام لأني اعتبر نفسي صديقة وفية لكل زميلات الوسط الفني حتى يثبت العكس من الذي أمامي وإذا ثبت ذلك اتنحى بهدوء ودون أي ضجيج .• هل مازالت علاقة الصداقة القوية موجودة في الوسط الفني أم الغيرة تسيطر عليه؟بالتأكيد مازالت موجودة وأنا غنية بأصدقائي وصديقاتي من الوسط الفني ومن خارجه واعتز جدا بماما مديحة يسري ونجلاء فتحي وإيناس الدغيدي وليلي علوي وصفية العمري والهام شاهين وهالة صدقي.• وصلت يسرا لمرحلة أن تكتب لها الأدوار خصيصا.. ماهي أبرز تلك الأعمال وأهميتها في مشوارك الفني ؟لقد كتب لي خصيصا أفلام "امرأة آيلة للسقوط"،"نزوة"، "الراعي والنساء"،"مر سيدس" ومسلسلات "آوان الورد" و"أين قلبي"و"ملك روحي". وكلها أعمال مهمة جدا في حياتي .أبحث دائما عن النص الجيد• كثيرا ما تبتعد يسرا عن البلاتوه، فكيف تفسرين أسباب فترات الغياب وهل يفقد الفنان حساسية التعامل مع الكاميرا ؟ابتعادي احيانا ليس مرده عدم حبي للتمثيل ولكن ثمة مرحلة توقف للبحث عن نص جيد يشجعني على ولوج أعمال جديدة، والفنان الموهوب لا يفقد حساسية التعامل مع الكاميرا مهما طالت فترات غيابه عنها، وإن كنت أشعر أني مع كل عمل جديد بأني أمثل لأول مرة فأسعى لإبراز وتقديم أفضل ما عندي من طاقات وإمكانيات حتى أشعر بالرضا عما قدمته، ولاشك أنني أشعر بأن الكاميرا قد "وحشتني"عندما تطول فترة غيابي عنها لأنني أحب شغلي جدا جدا و أعيش حياتي من أجله .• في أعمالك الأخيرة كنت متهمة بتدخلك في اختيار بعض الممثلين والممثلات وهي عملية من صميم عمل المخرج ؟لا أنكر ذلك فقد اخترت أولادي مي عز الدين ومنة شلبي في مسلسل "أين قلبي" وكنت صائبة جدا في هذا الاختيار، كما اخترت الفنان الشاب أحمد عز الذي لعب دور زوجي في مسلسل "ملك روحي" إلى جانب اختياري مصطفى حسن عبد ا لسلام ونادية هالا في دور أولادي في المسلسل أيضا واعتقد أيضا أنني كنت على حق، وأنا أرى أن النجم من الممكن أن يختار بعض الممثلين في الأدوار التي تناسبهم كونه يعد أحد أعضاء فريق عمل متكامل، أنا والمخرج والمؤلف والمنتج غالبا ما نتفق على هذه الاختيارات، ناهيك أنه لا يمكنني أن أتقن عملي بشكل صحيح إذا لم يكن هناك انسجام وتفاهم مع الممثل الذي أعمل معه.• ألا تلاحظين أن الدراما التليفزيونية أصبحت دراما المرأة بعد أن أصبحت أدوار الممثلات على هامش الأفلام السينمائية ؟لقد فوجئت أن المؤلف محمد أشرف كتب "ملك روحي" خصيصا لي والأكثر مفاجأة أن أجد عملا راقيا بهذا المستوى، واعتقد أن معظم المسلسلات التليفزيونية لعب بطولتها ممثلات في الفترة الأخيرة على عكس أفلام السينما التي اعتمدت مؤخرا على جيل الشباب من نجوم الكوميديا وليس هناك أي عيب في ذلك فكل فنان أو فنانة تبحث عن العمل الجيد سواء كان في السينما أو التليفزيون أو المسرح.الإعلانات أفضل من الأعمال الهابطة• لسنوات طويلة كنت نجمة سينمائية، فهل فشل بعض أفلامك الأخيرة كان سبباً في تحولك نحو الأعمال التلفزيونية؟أفلامي الأخيرة لم تفشل، قد تكون حققت إيرادات قليلة أوعرضت في توقيت غير مناسب ولم يكن السبب في ذلك تقديمي أعمال للتلفزيون والممثل القدير قادر على اثبات نفسه في أي عمل جيد يتواجد.• ما سر توجه يسرا للإعلانات ؟أليست الإعلانات أفضل من أن أشارك في عمل دون المستوى كما أن وجودي كنجمة في الحملات الإعلانية التي قدمتها أكسبتها قوة ومصداقية وحققت لها نجاحا كبيرا فضلا عن إنني تقاضيت أجرا كبيرا عنها .• وكيف تفسرين تعرض تجربتك الغنائية للكثير من الانتقاد مما أدى إلى عدم تكرارك لها؟هذه التجربة بدأت من خلال فيلم "دانتيلا" دون أن ننسى أنني بدأت حياتي الفنية كمغنية ، وأنا اعتبر نفسي مؤدية فثمة فرق بين الغناء والأداء وهناك أعمال "دمها خفيف" من الممكن أن تعلق مع الجمهور ولا تستطيع أن تفرضها عليهم واعتقد أن تجربتي الغنائية "حِبْ خلي الناس تحب" كانت رائعة وجميلة جدا في حياتي الفنية وأنا لا أفكر في الغناء بشكل دائم غير أني لا أمنع نفسي عن ذلك عندما أجد الكلمة واللحن الذي يناسبني وأستطيع أن أقدمه بشكل جيد، وكما ذكرت آنفا أنا اعتبر نفسي مؤدية مثل النجمة الراحلة سعاد حسني التي كانت تغني من خلال أعمالها، ولكن كل فنانة تقدم هذا اللون على طريقتها الخاصة.

• كثيرا ما قدمت يسرا مشاهد الإغراء في أعمالها ، فما رأيك في هذه الأدوار ؟أقول إن الإغراء شيء والعري شيء آخر، وأنا أرفض تقديم ما يخدش الحياء والقيم، وأقبل أدوار الدلع الأنثوي وهذا من حقي لأني امرأة بالدرجة الأولى، ولا اعتقد أن ثمة أحد يشك في قوة شخصية وجمال هند رستم وهي أكثر واحدة "ادَلَعت" في السينما المصرية وكذلك الفنانة شادية، ونحن لم نقدم ربع ما قدموه ولم نرتد ملابس مثل ملابسهن .
{2}• هل كنت تتمنين أن تكوني في عصرهن كممثلة ؟بالفعل كنت أتمنى ذلك، , فقد كانت هناك حرية أكثر .. أما الآن نعود للوراء فكريا وللأسف نعود للوراء بسرعة شديدة وهذا يشكل خطر كبير علينا، ليس في مجال السينما فقط ولكن على المجتمع الذي نعيش فيه كمصريين وعرب، وإذا لم نتقدم وننفتح فسوف نواجه كوراث عديدة، والتفتح الذي أقصده لا يعني الانحراف، واعتقد أن الجميع بات يدرك المعنى الحقيقي والراقي للانفتاح على الأخرين والتحرر من الأفكار والقيم المشوهة.• لذلك تظهر الرومانسية في كل أعمالك ؟لأنك لا تستطيع أن تستغن عن المشاعر، فالرومانسية هي المشاعر وإذا تجاهلت مشاعرك في فترة من عمرك لأنك لا تملك وقتا للرومانسية ستندم يوما ما، وبرأيي أن تحب وتتعذب وتفشل أحسن من ألا تعرف طوال عمرك "يعني إيه حب " لأنك عندئذ تكون فقدت معنى مهم جدا في حياتك لم تعشه.


	لايمكنني أن اتقن عملي بشكل صحيح إذا لم يكن هناك انسجام وتفاهم مع الممثل الذي أعمل معه

• كثيرا ما تعرضت يسرا للمشاكل والشائعات، فهل يكون ذلك مخطط ومدبر له في لحظات توهجك الفني ؟هذا أكيد ولكن وعي الناس لا يجعلها تتأثر في كثير من الأحيان بتلك الشائعات، وليس من طبعي الرد على تلك الشائعات حتى لا أعطي فرصة لتأكيدها، ولكي أقلل من قيمة وقدر نفسي في نفس الوقت. غير أن ثمة شائعات خطيرة ينبغي أن يوضع لها حد ولاسيما تلك التي تتجاوز الخطوط الحمراء قي القيم والأخلاق، هنا لابد أن تقف وترد وتتكلم لأن الغرض من إطلاق تلك الأكاذيب هو اغتيال الشخصية وهذه جريمة كبيرة جدا، وإن كانت الناس تتعامل معها بسطحية لكنها بالفعل جريمة خطيرة تقتل فينا الروح والخير والقيم الجميلة.• إذا لماذا كان زواجك من رجل الأعمال خالد سليم سريا في بدايته؟ اعتقد أن الحياة الخاصة للفنان ملكا له بمفرده وليس لأحد حرية التدخل فيها، وكل ما يهم جمهوري هو فني فقط .• وما حقيقة الخلافات الزوجية التي حدثت مؤخرا وأنه حدث انفصال؟ هذا كلام غير حقيقي و"فارغ" رددته بعض الإشاعات فمازلت أعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجي .• قدمت يسرا في أعمالها الأخيرة دور الأم ولها أبناء كبار في السن ألا تخشين من هذه الأدوار التي تهرب منها كل الممثلات ؟أنا لا أخاف من الأدوار المكتوبة بشكل جيد حتى لو ظهرت فيها بدور الأم، فهذا الدور يضفي مشاعر وأحاسيس رقيقة وجميلة في العمل الفني ولو كنت تزوجت في فترة مبكرة من عمري لكان لدي أبناء في عمر الشباب الآن، لذلك اعتبر مثل هذه الأدوار واقعية في الشكل و المضمون ومناسبة لسني الآن فلماذا أنأى بنفسي عنها. ومع ذلك فلن أحصر نفسي في هذا الدور أو غيره لأنني أحب التمرد دائما على أدواري وأرفض تكرارها، فالمسألة من وجهة نظري هي اختيار دور يمس القلب كما أنني أريد أن أفرغ مشاعري كأم في هذا العمل أو ذاك .• كان نفسي أبقى أم .. جملة رددتها يسرا كثيرا .. فماذا بعد تبخر وضياع حلم الأمومة في حياتك ؟كانت أمنية حقيقية في حياتي ولكن لدي قناعة حقيقية أيضا أن كل شيء بإرادة الله وحكمته ومشيئته وقدرته وأنه ليس مكتوبا لي أن أنجب ويكون لدي أبناء، وهنا أتمثل لقوله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" فلا أعلم مثلا إذا كان لدي ابنا وقد خلق مشوها أو فاسدا أو بعدما يكبر أمام عيني يخطفه الموت في لحظة، وبكل الصدق وصلت إلى درجة كبيرة من القناعة ورضا النفس بأن كل شيء قسمة ونصيب .• كيف تنظرين للمرحلة المقبلة من حياتك الفنية ؟خائفة جدا من أمور كثيرة لن أبوح لك بها وسأختصر لك الأمر في جملة واحدة "ربنا يستر"
{3}• هل تخافين أن يأتي الوقت الذي لا تجدين فيه دورا مناسبا ؟لا أخشى أن يحدث ذلك فأنا أنتمي إلي نوعية الممثل الذي يعيش العمر كله، ولم اعتمد على شكلي فقط أو نوعية أدوار معينة فقط، لست من هذا النوع أنا عملت دور أم وجدة وهناك من هم أكبر مني رفضوا ذلك. أنا امرأة تغير جلدها كل 6 ثوان فلا أستطيع أن أعيش في حالة واحدة .

• يسرا التي قدمت 80 فيلما وحصدت 50 جائزة .. هل هناك أعمال ندمت عليها ؟هناك بعض الأعمال التي أسأت اختيارها وندمت على المشاركة فيها لأنني في بداية حياتي جاملت كثيرا .. لكن منذ 20 عاما لا أجامل على الإطلاق وعندما يفشل لي عمل قد يكون الاختيار غير سليم .الجوائز التي حصلت عليها جعلتني أعي أني أسير في الطريق الصحيح وهنا أحب أن أنوه بأني لم أـشارك في أي فيلم طمعا في الحصول على أي جائزة.قدمت يسرا فيلم "العاصفة" كفيلم سياسي وطني عن حرب الخليج , كما زارت مخيمات اللاجئين في الأردن وزارت القدس وغنت في أوبريت القدس وجمعت تبرعات من أجل مصابي الحرب وغنت للسلام بالعربية والإنجليزية، كيف تنظرين للواقع العربي الآن وماذا تنتظرين من القمم العربية ؟لابد للفنان المثقف أن يكون له دور سياسي حيال الأحداث التي تحدث من حوله في المنطقة العربية والفن مرآه للواقع لأنه يلتقط الأنماط السلوكية التي يفرزها المجتمع ويعبر عنها , كما لابد للفنان أن يكون يقظ الفكر وملتصقا بوطنه كونه جزء منه، وعندما أقوم بمثل هذه الأدوار فهي واجب لابد منه، وأمام الأوضاع العربية المتردية والمحبطة في الآونة الأخيرة يجب أن يكون للقادة العرب موقف قوي ضد ما يحدث في فلسطين والعراق في الوقت الراهن .